افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة اليوم معرض "الحج .. رحلة في الذاكرة"، الذي ينظمه "مركز جامع الشيخ زايد الكبير" على أرض الجامع خلال الفترة من 20 سبتمبر 2017 إلى 19 مارس 2018، وذلك بمناسبة مرور 10 سنوات على إنشاء المركز.
وتجوّل سموه في أرجاء المعرض الذي ينظم بالتعاون بين المركز و"دائرة الثقافة والسياحة"، ويضم مجموعة نادرة من المخطوطات الإسلامية والصور الفوتوغرافية التاريخية والآثار والأعمال الفنية الكلاسيكية والمعاصرة التي استعيرت من 15 مؤسسة محلية وعالمية، علاوة على المجموعات والمقتنيات الخاصة وتذكارات الحج التي قدمها أفراد المجتمع.
وقال سموه إن تنظيم المعرض واحتوائه على هذا القدر من الثراء الثقافي والتاريخي يؤكد المكانة المرموقة التي يتمتع بها "مركز جامع الشيخ زايد الكبير" كمنارة ثقافية حضارية تعنى برقي الإنسانية استنادا إلى تعاليم ديننا الحنيف وجوهر العادات والتقاليد والثوابت والقيم الرفيعة التي عرفت بها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".
وأضاف سموه أن المعرض يعد الوجهة المثالية للتعرف عن قرب إلى عمق مفهوم التسامح في الإسلام من خلال ثراء موروث رحلة الحج الكبرى التي تطورت عبر الزمن بتزايد الحجاج من مختلف بقاع الأرض، الذين تحدوا عناء ومشقة السفر الطويل، واصفا الحج بأنه رحلة للعودة إلى الذات الأصيلة ومواجهة التعصب الذي ينبذه الإسلام بسماحته وسمو قيمه.
وأعرب سموه عن سعادته برؤية المواد التوثيقية لرحلة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، مؤكدا أنها تثري محتوى المعرض وتقدم نموذجا إنسانيا لقائد فذ جعل من المبادئ والقيم السامية أسلوب حياة في الدولة، ما بوّأها المركز الأول إقليميا والثالث عالميا على مؤشر التسامح ضمن تقرير الكتاب السنوي العالمي الصادر عن "معهد التنمية الإدارية" في سويسرا.
وقال سموه: "إن مثل هذه الفعاليات تمثل دعوة مفتوحة للربط السليم بين الحاضر والماضي واستشراف المستقبل بقيم التعايش والتنوع والوسطية والإيثار والاعتدال، مستلهمين أقوال الشيخ زايد وأفعاله العظيمة التي شكلت في مجملها منظومة عمل متكاملة جعلت من الإمارات واحة للتعدد والتنوع الثقافي".
وأعرب سموه عن سعادته بتحول هذا الصرح الكبير إلى مركز جذب للسياح الذين يتوافدون عليه من مختلف الجنسيات للاطلاع على العمارة الإسلامية المبدعة التي تروي تاريخ الحضارة الإسلامية.
من جهته قال معالي أحمد جمعه الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء "مركز جامع الشيخ زايد الكبير" إن تدشين سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للمعرض يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز مكانة الدولة كقبلة للاعتدال والتوازن والعيش المشترك في بيئة أصيلة متمسكة بقيمها النبيلة المستمدة من الفكر الإسلامي السمح والأخلاق الإنسانية العالية في أجواء مفعمة بالسلام والخير.
وأوضح أن أهمية المعرض تكمن في قيمته وموقعه كونه يسلط الضوء على فريضة إسلامية عظيمة وحقائق تاريخية مشوقة تطل على العالم من نافذة "مركز جامع الشيخ زايد الكبير" الصرح الحضاري.