منصور بن زايد يعقد جلسة حوارية مع طلبة الجامعات الوطنية بمشاركة 2000 طالب وطالبة

07/11/2013

أكّد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، في الجلسة الحوارية التي عقدت في جامعة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العين اليوم، ضمن فعاليات الحملة التوعوية لطلبة الجامعات لنشر ثقافة العمل في القطاع الخاص، التي تندرج ضمن مبادرة "أبشر"، وأهمية المواطن الإماراتي في نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، ومدى حرص سموه على توفير الحياة الكريمة لأبنائه المواطنين، وتعزيز الاستقرار الوظيفي لهم، بما يلبي طموحات الجيل الواعد في خدمة الوطن.

يأتي ذلك استكمالا للتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، بشأن مبادرة "أبشر"، لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، وتفعيلا للمحور الإستراتيجي الخاص بالتوجيه والإرشاد المهني، كما عُقدت الجلسة الحوارية بحضور معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي، وزير دولة رئيس "جامعة زايد"، ومعالي محمد حسن عمران الشامسي رئيس مجمع كليات التقنية العليا، وسعادة الدكتور علي راشد النعيمي مدير "جامعة الإمارات"، وسعادة الدكتور طيب كمالي مدير "كليات التقنية العليا"، وسعادة وكلاء وزارة شؤون الرئاسة، وعدد من ممثلي الجهات المشاركة في مبادرة "أبشر"، ومشاركة ألفي طالب وطالبة من "جامعة الإمارات العربية المتحدة" و"جامعة زايد" و"جامعة خليفة" و"كليات التقنية العليا"، وأشار سموه إلى أن لقاءه بالطلبة يتزامن مع بدء الحملة الوطنية للاحتفاء بـ"يوم العلم"، ورفعه خفاقا في كل مكان؛ تعبيرا عن حب الوطن وامتنانا لمؤسسي الدولة، الذي يوافق ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" رئاسة الدولة، إذ قدم سموه التهنئة لشعب الإمارات متمنيا الخير والصحة للمواطنين والمقيمين، وعبّر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، عن سعادته لوجوده في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وافتخاره بالمستوى العلمي الذي وصلت إليه، لاسيّما أنها أول جامعة في الدولة أمر بتأسيسها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، وواصل بعد ذلك دعمه اللاّمحدود للتعليم بأنواعه ومراحله كافة، وأشاد سموه بالرعاية الاستثنائية التي يحظى بها التعليم على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، الأمر الذي خلق جيلا قادرا على المساهمة في بناء الوطن ومواصلة التنمية، وشملت الجلسة الحوارية المفتوحة - التي تحدث فيها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مع الطلبة - 6 محاور رئيسة أهمها: قيمة العمل في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في الماضي والحاضر، نظرة عامة على الكوادر الوطنية في الدولة، الوضع الحالي لسوق العمل في الدولة، دور القطاع الخاص في دعم جهود التوطين، نظرة مستقبلية لسوق العمل في الدولة، مبادرة "أبشر" وجهود الحكومة في تسهيل انضمام المواطنين إلى القطاع الخاص، وأكّد سموه خلال الجلسة الحوارية لأبنائه الطلبة، مدى أهمية السواعد الإماراتية الشابة في خلق طموحات واعدة، من خلال الانخراط في العمل في القطاع الخاص، الذي يعدّ مشاركا مهما في تطوير الاقتصاد الوطني بالدولة، إذ حققت الإمارات مراكز متقدمة عالميا في مؤشر التنافسية العالمية، ومؤشر الازدهار، وضمن قائمة أكثر الدولة سعادة، وقال سموه إن الفضل في وضع الإمارات ضمن المراكز الأولى، يعود إلى حرص الحكومة الرشيدة في الدولة، من خلال رؤيتها السديدة وإستراتيجياتها الاقتصادية المستدامة، على أهمية استثمار رأس المال البشري، بما يحقق تلك الطموحات، واستشهد سموه خلال الجلسة الحوارية بالأقوال المأثورة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، التي أوصى فيها بأهمية أن يصنع ابن الإمارات حياته ومستقبله بساعده، مؤكدا سموه أن الدولة تقاس برجالها لا بمصانعها، وأشاد سموه بمبادرة "أبشر"، منوها إلى أن المواطنين يفضّلون العمل في القطاع الحكومي، حيث بلغت نسبة العاملين فيه من المواطنين 80%، في الوقت الذي يوجد في القطاع الخاص نحو 290 ألف وظيفة في فئة المديرين، و425 ألف وظيفة في فئة الاختصاصيين، ويمكن للمواطنين شغل هذه الوظائف، وهم قادرون على ذلك، وطالبهم سموه ببذل الجهود وتجاوز المعوقات للعمل في القطاع الخاص، وذكر سموه أسباب إحجام المواطنين عن العمل في القطاع الخاص التي تشمل ساعات العمل والعلاوات والمزايا والنظام التقاعدي، وأشار سموه إلى أن المفاهيم الراسخة في الذهنية الإماراتية، بأن المستقبل الوظيفي الحكومي أكثر أمنا من القطاع الخاص، تشكل عقبة رئيسة أمام الكثير من المواطنين بشأن الانخراط في العمل بالقطاع الخاص، إذ أكّد سموه أن وزارة العمل تعكف على بحث الحلول الجذرية التي من شأنها معالجة هذه التحديات خاصة فيما يتعلق بساعات العمل، والإجازات والنظام التقاعدي، بحيث تكون قريبة مما تقدّمه مؤسسات العمل في القطاع الحكومي والاتحادي، واقترح سموه إنشاء "صندوق للتقاعد" في القطاع الخاص، وحول مبادرة رئيس الدولة لمعالجة القروض المتعثرة، أشاد سموه بمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، بإنشاء "صندوق معالجة القروض المتعثرة" وتوفير المقومات كافة التي تؤمن للمواطنين سبل العيش الكريم، وتساعدهم على حل المعوقات التي تؤثر في استقرارهم الأسري، وأكّد أن هذه المبادرة تشكل مساهمة قيمة في تحقيق أهداف الصندوق من أجل تحقيق الأهداف النبيلة لمبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، وتمكينهم من تجاوز التأثيرات السلبية التي سببتها تلك الديون في حياتهم الأسرية واستقرارهم المعيشي، وأكّد سموه على أن "صندوق معالجة القروض المتعثرة" هدفه تحقيق الأهداف النبيلة لصاحب السمو رئيس الدولة، وتمكين المواطنين المتعثرين ماليا في قروض غير تجارية من تجاوز التأثيرات السلبية، التي سببتها تلك الديون في حياتهم الأسرية واستقرارهم المعيشي، وأضاف سموه في هذا الصدد أن إجمالي الطلبات التي قام الصندوق البت فيها هي 2435 طلبا بإجمالي مليار و800 ألف درهم، ووجه سموه انتقادا شديدا إلى البنوك وقال إنها تستغل المواطنين بشكل مباشر في منحها قروضا، حيث تصل الاستقطاعات العالية للبعض منها إلى 90 في المائة من راتب العميل المواطن، محذرا من هذه الطريقة التي اعتبرها مخالفة صريحة من البنوك للأنظمة المعمول بها في القطاع المصرفي في الدولة، مؤكدا وجوب التصدي لهذه الطريقة التي وصفها سموه بالجشع، ودعا البنوك إلى التحلي بالمسؤولية في منح القروض والالتزام بمعايير الإقراض في الدولة، وقال سموه إن المبادرة قطعت شوطا طويلا في تسوية القروض المتعثرة للمواطنين واستفاد منها الكثير من المواطنين، وركّز على ضرورة أن يكون المتقدم للحصول على طلب تسوية القرض، مستوفيا لجميع شروط تسوية القروض المتعثرة التي وضعها الصندوق، وذلك بالتنسيق مع المصرف المركزي والمصارف الدائنة في الدولة، ووجّه سموه خلال الجلسة الحوارية الطلبة بالتوجّه للعمل في القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية، وقال سموه إن الدراسات الأخيرة حول مستقبل سوق العمل، أوضحت أن هناك فرص عمل واعدة ستُخلق للمواطنين، لاسيما في قطاعات النفط الخام والغاز الطبيعي والنقل والتخزين والاتصالات والمؤسسات المالية والكهرباء والغاز والماء والعقارات وخدمات الأعمال، وأكّد سموه أنه ووفقا للدراسات فإن ملايين الوظائف ستخلق في التخصصات المالية والتجارية والإدارية والتخصصات الهندسية والطبية والصحية وتقنية المعلومات والاتصالات، الأمر الذي يتيح حرية اختيار الأجيال القادمة للوظائف التي ستنمي وتعزز قدراتهم ومهاراتهم الفردية، وأجاب سموه على أسئلة ومداخلات الطلاب والطالبات، وكان من بينها حول تجربته في العمل مع الوالد الشيخ زايد (رحمه الله)، وتوقعاته من الشباب الإماراتي، فقال سموه أن تجربة العمل مع الوالد الشيخ زايد (رحمه الله) كانت ثرية ونوعية، فقد تعلم من الوالد العمل لساعات طويلة وبذل الجهود والحرص على الإنجاز النوعي مهما كان العمل بسيطا، وذكر سموه أن الشيخ زايد (رحمه الله) كان يصطحبهم إلى جزيرة "صير بني ياس" في العطلات المدرسية، فيقومون بزراعة الأشجار وسقيها بأنفسهم، وذلك للشعور بشعور العاملين وتعبهم، وقال سموه إنه يثق في الشباب الإماراتي، مؤكدا أهمية الإرشاد الأكاديمي الذي يوجههم لدراسة التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، وردّا على سؤال حول تقييم سموه للمراتب المتقدمة التي احتلتها الدولة في المؤشرات العالمية، قال إن النتائج مهمة، وتمنح الحوافز لتقديم الأفضل في العمل الحكومي، وأكّد سموه أن الدولة تتطلع إلى أن تكون من بين أفضل 5 حكومات في العالم، وتسعى على المدى البعيد، أن تكون الرقم واحد، وتحدث سمو الشيخ منصور عن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة لمشاريع البنية التحتية، مشيدا بما تحقق من إنجازات على صعيد المشروعات التنموية، وأشار سموه إلى أن قيمة إجمالي المشروعات التي تم التعاقد الفعلي على تنفيذها بلغت 9 مليارات درهم، وقيمة إجمالي المشروعات قيد الدراسة أو التصميم أو الطرح بلغت 11 مليار درهم، أما قيمة إجمالي المشروعات التي تم الانتهاء من تنفيذها وتم استلامها فعليا بلغت 3 مليارات درهم، وأشاد سموه بالقائمين على المبادرة إنشاء لجان من أهالي المناطق التي تحتاج إلى مشاريع تنموية، مقدما الشكر للأهالي للمشاركة في هذه اللّجان والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تساعد على تطوير البنية التحتية في مناطقهم المختلفة، وردّ سموه على سؤال حول دور القطاع الخاص في دعم مشاريع الحكومة، قائلا إن القطاع الخاص يستفيد كثيرا من الحكومة، ويمكن أن يرد هذه الفائدة عن طريق المشاركة في مبادرات توظيف المواطنين وتسهيل برامج التوطين، مطالبا من جهة ثانية بتعزيز ثقافة العمل في القطاع الخاص، وكسر جليد الخوف من العمل في هذا القطاع، وتجاوز الحساسية من المسميات، وهي قابلة للتغيير، وحول الرياضة أكّد سموه أن الطموحات لا سقف لها للارتقاء بمستوى منتخباتنا الوطنية، والظفر بألقاب على مستوى القارة الآسيوية والعالم، معربا عن ثقته في اتحاد كرة القدم بالإمارات في تطوير المنظومة الرياضية والارتقاء بها لتحقيق مزيد من الطموحات خلال الاستحقاقات القادمة، وأشاد سموه بالإنجاز الذي حققه منتخبنا الوطني في "خليجي 21"، والذي جاء نتيجة الرؤية الواضحة والأهداف المحددة والسعي الدؤوب لتحقيقها، كما أشاد سموه بالتلاحم الوطني الكبير الذي أظهرته جماهير الإمارات المخلصة التي آزرت المنتخب الوطني، وحوّلت البطولة إلى عرس وطني سيبقى حاضرا في الذاكرة، وجعلت من يوم نهائي البطولة في البحرين يوما لا ينسى، وعن نادي "مانشستر سيتي" الإنجليزي، الذي يرأسه سموه، قال سمو الشيخ منصور بن زايد إن الطموحات كبيرة وغير محدودة، وقد حققنا جزءا منها بالارتقاء بنادي "مانشستر سيتي" إلى مصاف الأندية الكبيرة، التي يمكنها المنافسة على البطولات في إنجلترا وأوروبا، مشيرا إلى أهمية الاستثمارات في الرياضة، التي تعود بالفائدة على الإمارات والعرب جميعا، ومؤكدا أن الفريق تألق بصورة لافتة في ظل هذا الاستثمار الإيجابي، وأشار سموه إلى أن العرب من أفضل المستشمرين في إدارة الأموال والاستثمارات على مر التاريخ، وقال إن الهدف من توجيه الاستثمارات إلى الدول الغربية أن يعرف الجميع العقلية العربية الاحترافية التي تدير استثمارات رياضية ناجحة، وإعطاؤهم صورة جيدة عن المستثمر العربي، وأضاف سموه: "إن هذه الاستثمارات ليست فقط لشراء اللاعبين كما يعتقد بعضهم، فقد عملنا في النادي على إنشاء أكاديمية لتطوير وتدريب الناشئين على مستوى عالمي، وتطوير كرة القدم في مدينة "مانشستر" خدمة لأهالي المدينة، وتعتبر هذه الأكاديمية فرصة جيدة للنادي لتوسيع نطاق التنمية للاعبين الناشئين، الذي سيُقلِّل في المستقبل من الإنفاق على شراء اللاعبِين"، وأعرب سموه عن سعادته وتشرفه بجميع الجماهير من الإمارات والوطن العربي لحضور مباريات فريق "مانشستر سيتي" وتشجيعه، وقال: "هذا ناديكم".

 الجدير بالذكر؛ أن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان كان قد وجّه إلى إطلاق حملة توعوية لطلاب الجامعات لنشر ثقافة العمل في القطاع الخاص ضمن مبادرة "أبشر"، التي تهدف إلى تغيير مفهوم القطاع الخاص وتشجيع الطلاب على الالتحاق للعمل في مؤسسات القطاع الخاص، ومن أهداف إقامة الجلسة الحوارية، دعم سموه الكريم وحرصه على دفع المواطن إلى مستقبل باهر، والاستثمار في العنصر البشري، بما يحقق الاستدامة والتنافسية الاقتصادية للدولة, وتغيير مفهوم القطاع الخاص لدى الذهنية الإماراتية، فضلا عن تحفيز الطلاب على الالتحاق للعمل في مؤسسات القطاع الخاص، ويعد دعم هذا القطاع وتطويره مع مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة "أبشر" من العناصر الرئيسة لـ"رؤية أبوظبي 2030".

Top5News
جميع الحقوق محفوظة لديوان الرئاسة - أبو ظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة © 2023