أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، في الجلسة الحوارية التي عقدت في جامعة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العين اليوم ضمن فعاليات الحملة التوعوية لطلبة الجامعات لنشر ثقافة العمل في القطاع الخاص، التي تندرج ضمن مبادرة "أبشر" أهمية المواطن الإماراتي في نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، ومدى حرص سموه على توفير الحياة الكريمة لأبنائه المواطنين، وتعزيز الاستقرار الوظيفي لهم، بما يلبي طموحات الجيل الواعد في خدمة الوطن.
يأتي ذلك استكمالا للتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بشأن مبادرة "أبشر"، لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، وتفعيلا للمحور الإستراتيجي الخاص بالتوجيه والإرشاد المهني.
عقدت الجلسة الحوارية بحضور معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي، وزير دولة رئيسة جامعة زايد ومعالي محمد حسن عمران الشامسي رئيس مجمع كليات التقنية العليا وسعادة الدكتور علي راشد النعيمي مدير جامعة الامارات وسعادة الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا، وسعادة ووكلاء وزارة شؤون الرئاسة، وعدد من ممثلي الجهات المشاركة في مبادرة ابشر ومشاركة ألفي طلب وطالبة من جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد، وجامعة خليفة، وكليات التقنية العليا.
وأشار سموه إلى أن لقاءه بالطلبة يتزامن مع بدء الحملة الوطنية للاحتفاء بيوم العلم ورفعه خفاقا في كل مكان تعبيرا عن حب الوطن وامتنانا لمؤسسي الدولة ، الذي يوافق ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" رئاسة الدولة، حيث قدم سموه التهنئة لشعب الإمارات متمنيا الخير والصحة للمواطنين والمقيمين.
وعبر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، عن سعادته لوجوده في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وافتخاره بالمستوى العلمي الذي وصلت إليه، ولاسيّما أنها أول جامعة في الدولة أمر بتأسيسها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وواصل بعد ذلك دعمه اللامحدود للتعليم بأنواعه ومراحله كافه، وأشاد سموه بالرعاية الاستثنائية التي يحظاها التعليم على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، الأمر الذي خلق جيلا قادرا على المساهمة في بناء الوطن ومواصلة التنمية.
وشملت الجلسة الحوارية المفتوحة التي تحدث فيها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان إلى الطلبة ستة محاور رئيسية أهمها: قيمة العمل في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في الماضي والحاضر، ونظرة عامة على الكوادر الوطنية في الدولة، والوضع الحالي لسوق العمل في الدولة، ودور القطاع الخاص في دعم جهود التوطين، ونظرة مستقبلية لسوق العمل في الدولة، ومبادرة "أبشر" وجهود الحكومة في تسهيل انضمام المواطنين إلى القطاع الخاص.
وأكد سموه خلال الجلسة الحوارية لأبنائه الطلبة، مدى أهمية السواعد الإماراتية الشابة في خلق طموحات واعدة، من خلال الانخراط في العمل في القطاع الخاص، الذي يعد مشاركا مهما في تطوير الاقتصاد الوطني بالدولة، حيث حققت الإمارات مراكز متقدمة عالمياً في مؤشر التنافسية العالمية، ومؤشر الازدهار، وضمن قائمة أكثر الدولة سعادة.
وقال سموه إن الفضل في وضع الإمارات ضمن المراكز الأولى، يعود إلى حرص الحكومة الرشيدة في الدولة، من خلال رؤيتها السديدة واستراتيجياتها الاقتصادية المستدامة، على أهمية استثمار رأس المال البشري، بما يحقق تلك الطموحات.
وإستشهد سموه خلال الجلسة الحوارية بالأقوال المأثورة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"، التي أوصى فيها بأهمية أن يصنع ابن الإمارات حياته ومستقبله بساعده، مؤكدا سموه أن الدولة تقاس برجالها لا بمصانعها.
وأشاد سموه بمبادرة "أبشر" منوهاً إلى أن المواطنين يفضلون العمل في القطاع الحكومي، حيث بلغت نسبة العاملين فيه من المواطنين 80 في المائة، في الوقت الذي يوجد في القطاع الخاص حوالي 290 ألف وظيفة في فئة المديرين، و425 ألف وظيفة في فئة الاختصاصيين، ويمكن للمواطنين شغل هذه الوظائف وهم قادرون على ذلك، وطالبهم سموه ببذل الجهود وتجاوز المعوقات للعمل في القطاع الخاص، وذكر سموه أسباب إحجام المواطنين عن العمل في القطاع الخاص التي تشمل ساعات العمل والعلاوات والمزايا والنظام التقاعدي.
وأشار سموه إلى أن المفاهيم الراسخة في الذهنية الإماراتية، بأن المستقبل الوظيفي الحكومي أكثر آمنا من القطاع الخاص، تشكل عقبة رئيسية أمام الكثير من المواطنين بشأن الانخراط في العمل بالقطاع الخاص، و أكد سموه أن وزارة العمل تعكف على بحث الحلول الجذرية التي من شأنها معالجة هذه التحديات خاصة فيما يتعلق بساعات العمل، والإجازات والنظام التقاعدي، بحيث تكون قريبة مما تقدّمه مؤسسات العمل في القطاع الحكومي والاتحادي. واقترح سموه إنشاء صندوق للتقاعد في القطاع الخاص.
وحول مبادرة رئيس الدولة لمعالجة القروض المتعثرة، أشاد سموه بمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، بإنشاء صندوق معالجة القروض المتعثرة وتوفير المقومات كافة التي تؤمن للمواطنين سبل العيش الكريم وتساعدهم على حل المعوقات التي تؤثر في استقرارهم الأسري، وأكد أن هذه المبادرة تشكل مساهمة قيمة في تحقيق أهداف الصندوق من أجل تحقيق الأهداف النبيلة لمبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، وتمكينهم من تجاوز التأثيرات السلبية التي سببتها تلك الديون في حياتهم الأسرية واستقرارهم المعيشي، وأكد سموه على أن صندوق معالجة القروض المتعثرة هدفه تحقيق الأهداف النبيلة لصاحب السمو رئيس الدولة وتمكين المواطنين المتعثرين ماليا في قروض غير تجارية من تجاوز التأثيرات السلبية التي سببتها تلك الديون في حياتهم الأسرية واستقرارهم المعيشي.
وأضاف سموه في هذا الصدد أن إجمالي الطلبات التي قام الصندوق البت فيها هي 2435 طلبا بإجمالي مليار و 800 ألف درهم .. ووجه سموه انتقادا شديدا إلى البنوك وقال إنها تستغل المواطنين بشكل مباشر في منحها قروضا، حيث تصل الاستقطاعات العالية للبعض منها إلى 90 في المائة من راتب العميل المواطن، محذرا من هذه الطريقة التي اعتبرها مخالفة صريحة من البنوك للأنظمة المعمول بها في القطاع المصرفي في الدولة ، مؤكدا وجوب التصدي لهذه الطريقة التي وصفها سموه بالجشع.. ودعا البنوك إلى التحلي بالمسؤولية في منح القروض والالتزام بمعايير الإقراض في الدولة.
وقال سموه إن المبادرة قطعت شوطا طويلا في تسوية القروض المتعثرة للمواطنين واستفاد منها الكثير من المواطنين وأكد على ضرورة أن يكون المتقدم للحصول على طلب تسوية القرض، مستوفيا لجميع شروط تسوية القروض المتعثرة التي وضعها الصندوق، وذلك بالتنسيق مع المصرف المركزي والمصارف الدائنة في الدولة.
ووجّه سموه خلال الجلسة الحوارية الطلبة بالتوجّه للعمل في القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية، وقال سموه إن الدراسات الأخيرة حول مستقبل سوق العمل، أوضحت أن هناك فرص عمل واعدة ستخلق للمواطنين لاسيما في قطاعات النفط الخام والغاز الطبيعي، والنقل والتخزين، والاتصالات، والمؤسسات المالية، والكهرباء والغاز والماء، والعقارات وخدمات الأعمال.
وأكد سموه أنه ووفقاً للدراسات فأن ملايين الوظائف ستخلق في التخصصات المالية والتجارية والإدارية، والتخصصات الهندسية، والطبية والصحية، وتقنية المعلومات والاتصالات، الأمر الذي يتيح حرية اختيار الأجيال القادمة للوظائف التي ستنمي وتعزز قدراتهم ومهاراتهم الفردية.
وأجاب سموه على أسئلة ومداخلات الطلاب والطالبات، وكان من بينها حول تجربته في العمل مع الوالد الشيخ زايد "رحمه الله"، وتوقعاته من الشباب الإماراتي، فقال سموه أن تجربة العمل مع الوالد الشيخ زايد "رحمه الله" كانت ثرية ونوعية، فقد تعلم من الوالد العمل لساعات طويلة وبذل الجهود والحرص على الإنجاز النوعي مهما كان العمل بسيطا، وذكر سموه أن الشيخ زايد "رحمه الله" كان يصطحبهم إلى جزيرة صير بني ياس في العطلات المدرسية، فيقومون بزراعة الأشجار وسقيها بأنفسهم، وذلك للشعور بشعور العاملين وتعبهم، وقال سموه أنه يثق بالشباب الإماراتي مؤكدا أهمية الإرشاد الأكاديمي الذي يوجههم لدراسة التخصصات التي يحتاجها سوق العمل.
وردا على سؤال حول تقييم سموه للمراتب المتقدمة التي احتلتها الدولة في المؤشرات العالمية قال أن النتائج مهمة وتمنح الحوافز لتقديم الأفضل في العمل الحكومي، وأكد سموه أن الدولة تتطلع إلى أن تكون من بين أفضل خمس حكومات في العالم، وتسعى على المدى البعيد، أن تكون الرقم واحد.
وتحدث سمو الشيخ منصور عن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة لمشاريع البنية التحتية، مشيدا بما تحقق من إنجازات على صعيد المشاريع التنموية، وأشار سموه إلى أن قيمة إجمالي المشاريع التي تم التعاقد الفعلي على تنفيذها بلغت 9 مليارات درهم، وقيمة إجمالي المشاريع قيد الدراسة أو التصميم أو الطرح بلغت 11 مليار درهم، أما قيمة إجمالي المشاريع التي تم الانتهاء من تنفيذها وتم الاستلام الفعلي لها بلغت 3 مليارات درهم، وأشاد سموه بالقائمين على المبادرة إنشاء لجان من أهالي المناطق التي تحتاج إلى مشاريع تنموية، مقدما الشكر للأهالي للمشاركة في هذه اللجان والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تساعد على تطوير البنية التحتية في مناطقهم المختلفة.
ورد سموه على سؤال حول دور القطاع الخاص في دعم مشاريع الحكومة، قائلا أن القطاع الخاص يستفيد كثيرا من الحكومة، ويمكن أن يرد هذه الفائدة عن طريق المشاركة في مبادرات توظيف المواطنين وتسهيل برامج التوطين، مطالبا من جهة ثانية بتعزيز ثقافة العمل في القطاع الخاص، وكسر جليد الخوف من العمل في هذا القطاع، وتجاوز الحساسية من المسميات، وهي قابلة للتغيير.
وحول الرياضة اكد سموه أن الطموحات لاسقف لها للارتقاء بمستوى منتخباتنا الوطنية ، والظفر بالقاب على مستوى القارة الاسيوية والعالم ، معربا عن ثقته باتحاد كرة القدم في الامارات في تطوير المنظومة الرياضية والارتقاء بها لتحقيق مزيدا من الطموحات خلال الاستحقاقات القادمة، وأشاد سموه بالإنجاز الذي حققه منتخبنا الوطني في "خليجي 21 " والذي جاء نتيجة الرؤية الواضحة والأهداف المحددة والسعي الدؤوب لتحقيقها، كما أشاد سموه بالتلاحم الوطني الكبير الذي أظهرته جماهير الإمارات المخلصة التي آزرت المنتخب الوطني ، وحولت البطولة إلى عرس وطني سيبقى حاضرا في الذاكرة وجعلت يوم من نهائي البطولة في البحرين يوماً لا ينسى.
وحول نادي مانشستر سيتي الانجليزي الذي يرأسه سموه قال سمو الشيخ منصور بن زايد ان الطموحات كبيرة وغير محدوده ، وقد حققنا جزءا منها بالارتقاء بنادي مانشستر سيتي إلى مصاف الأندية الكبيرة التي يمكنها المنافسة على البطولات في إنجلترا وفي أوروبا.. مشيرا إلى اهمية الاستثمارات في الرياضة، والتي تعود بالفائدة على الامارات والعرب جميعا، ومؤكدا أن الفريق تألق بصورة لافتة في ظل هذا الاستثمار الإيجابي، واشار سموه الى ان العرب من افضل المستشمرين في ادارة الاموال والاستثمارات على مر التاريخ .
وقال ان الهدف من توجيه الاستثمارات الى الدول الغربية أن يعرف الجميع العقلية العربية الإحترافية التى تدير استثمارات رياضية ناجحة وإعطاءهم صورة جيدة عن المستثمر العربي ، واضاف سموه "ان هذه الاستثمارات ليست فقط لشراء اللاعبين كما يعتقد البعض ، انما عملنا في النادي على انشاء اكاديمية لتطوير وتدريب الناشئين على مستوًى عالميٍّ وتطوير كرة القدم في مدينة مانشستر خدمة لاهالي المدينة، وتعتبر هذه الاكاديمية فرصة جيدة للنادي لتوسيع نطاق التنمية للاعبين الناشئين، والذي سيُقلِّل في المستقبل من الإنفاق على شراء اللاعبِين.
واعرب سموه عن سعادته وتشرفه بكل الجماهير من الامارات والوطن العربي لحضور مباريات فريق مانشستر سيتي ، وتشجيعه وقال " هذا ناديكم" .
لجدير بالذكر؛ أن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان كان قد وجّه بإطلاق حملة توعوية لطلاب الجامعات لنشر ثقافة العمل في القطاع الخاص ضمن مبادرة "أبشر" حيث تهدف الحملة إلى تغيير مفهوم القطاع الخاص وتشجيع الطلاب على الالتحاق للعمل في مؤسسات القطاع الخاص.
ويأتي الهدف من إقامة الجلسة الحوارية، دعما من سموه الكريم وحرصاً منه بالدفع بالمواطن لمستقبل باهر، والاستثمار بالعنصر البشري بما يحقق الاستدامة والتنافسية الاقتصادية للدولة, وتغيير مفهوم القطاع الخاص لدى الذهنية الإماراتية، فضلا عن تحفيز الطلاب على الالتحاق للعمل في مؤسسات القطاع الخاص، وذلك تشجيعا من سموه لأبنائه الطلبة، ويعد دعم وتطوير هذا القطاع مع مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة "أبشر" من العناصر الرئيسية لرؤية أبوظبي 2030.